Monday, May 14, 2007

عن الاعلام والاعلان ومابينهما







?>?>?>?>
















استقرت لدى الكثير من المواطنين العربي قناعة ان الاعلام العربي "الرسمي على وجه الخصوص" معظمه ان لم يكن كله غير دقيق على اقل تقدير . و عادة ما يعبر عن هذه القناعة بعبارات صارت امثالا كقولنا


" كلام جرايد"


او مثل العبارة التي انتشرت جدا في مصر لوصف كل من يقول كلاما بلامعنى ولا مدلول و معظمه اكاذيب وهي عبارة


" زي بتوع التلفزيون".


في المقابل نجد ان العديد من الناس يؤمنون ايمانا قاطعا وتصدق على الفور كل ما يقدم في الاعلانات من موضوعات و ترويج للمنتجات...فهذا المبيد فعال و له قوة قتل ثلاثية حقا


و هذا الشامبو سيجعل شعرك كالحرير


ومبيض الوجه هذا سيجعل منك بيضاء كالحليب


المفترض في الاعلام الصدق و الدقة و المفترض ان طابع الاعلان هو الخيال و المبالغة التي تصل الى حد الكذب.....


احيانا كثيرة



ومن مظاهر المفارقة السابقة و القناعة الاسبق عليها او لنقل من نتائجهما ان نجد الكثير من الناس تتجه الى اعلام غير رسمي سواء مقروء او مسموع او مرئي...وطبعا الافضل "مثلما الحال في السلع الاستهلاكية" لو كان اجنبيا. ففي هذا الاخير تجد الحسنيين اي الاستقلال عن الدولة وايضا كونه اجنبي اي بضاعة ارقى ومستوردة مما يضفي صدقية على النبأ او الخبر الذي يقدمه.



واتذكر ان اذاعة البي بي سي البريطانية او لندن كما اعتدنا ان نسميها في صبانا كتنت مصدرا اساسيا للمعلومات في فترة الستينات والسبعينات والسبعينات و ربما نافستها في السبعينات والثمانينات مونت كارلو و ان كانت الاولى تتميز دائما في تلك الفترة بالرصانة و الجدية في مقابل شبابية ومرح مونت كارلو


ثم جاءت الفضائيات في التسعينات من القرن الماضي وصارت


CNN


هي رمز الاعلام الجاد الحيادي والنزيه....هنا اجدني اتساءل هل حقا هي كذلك وهل حقا تمتلك السي ان ان صفات الاعلام المفترضة من نزاهة وحيادية و صدق؟؟؟


كنت في السويد اثناء حرب تحرير الكويت عام 1991 و دار حوار مع صديق من المثقفين السويديين هو الكاتب المسرحي و السيناريست نيلز جريدبي الذي كان يعمل وقتها مع المخرجة الكبيرة


سوزان اوستن


وابدى نيلز ملاحظة هامة حول اسلوب السي ان ان في الاعلان عن نفسها اثناء نشرات الاخبار و مفاد ملاحظته هو ان تلك الاعلانات هي التعبير الامثل عن الطرح الاعلامي الذي تقدمه السي ان ان.


فبينما يتابع المرء في منزله السي ان ان تأتي اليه الاعلانات تصور فتيات جميلات من كل لون و منظر و كل منهن تتأبط ذراع شباب مفتولي العضلات و الجميع يرتدي ملابس السباحة و يقفز في حمامات سباحة في فنادق فخمة و يـأتي اليهم الندل حاملين المشروبات الفاخرة الغرائبية ثم نسمع صوت المعلق قائلا ان هذه الفنادق تقدم لنزلائها السي ان ان....


وحيث ان المتفرج الفرد من الطبقة المتوسطة ليس من مرتادي هذه الفنادق ولا من المعتادين عليها و لا هو غارق في النشوة واللهو مثل هؤلاء الشباب و الشابات


فيبدو ان اضعف الايمان الذي يصله او يصلها في هذه اللحظة هو احساسه او احساسه بالتماهي في هذه المجموعة عبر مشاهدة السي ان ان


فمن فاته اللحم فليغرق نفسه في السي ان ان....

ويبدو ان العلاقة بين الاعلان والاعلام اوثق مما نتصور واعمق كثيرا مما نتخيل!!!!

9 comments:

aboyehia said...

هذه التدوينة باكورة سلسلة عن العلاقة بين الاعلام والاعلان
اتمنى ان تجد صدى لدى الاصدقاء
اسامة

u3m said...

دكتورنا الكبير
انتظر بقية السلسلة التى تتحدث عن العلاقة بين الاعلام والاعلان التى لا استطيع ان اصفها بغير ما وصفت من ارتباط وثيق خاصة فى السنوات الاخيرة.
اتمنى ان تختص هذه السلسلة القادمة المنطقة العربية بالنصيب الاكبر حيث اختلط مفهوم الاعلام بالاعلان بعد ان اشترى كل من هب ودب قناة فضائية واصبح الاعلان هو اهم ممول للاعلام والمتحكم في اتجاهاته ولم تسلم حتى القنوات الاخبارية من هذا الابتلاء.
وارجو الا تنسى تأثير ثقافة"الوصلة" - وان بعدت هذه النقطة عن اصل الموضوع- خاصة بعد ان استطاع المواطن البسيط -وانا احدهم- ان يتابع حلقات اوبرا وينفرى وامريكان ايدول بل وقنوات مثل ناشونال جيوجرافيك وديسكوفرى سيفيلايزيشن .. بل ويقارن بين مصادر تمويل قنوات مثل الجزيرة والعربية والحرة

aboyehia said...

ي الجميل هي السلسلة غالبا حتبقى بين 5او 6 حلقات وقد يقطعها تدوينات اخرى الله يسهل
التدوينة القادمة في السلسلة عن نماذج صورة العاملين في الاعلان في السينما

من خلال افلام عربي واجنبي
مع التركيز على سمة واحدة وخصوصا انت عارف ان ابو يحيى مدونة عواميد وليس دراسات و مقالات
يعني لازم تكون محدودة
انت طبعا ياباشا طلباتك اوامر
لكن على فكرة انا رأيي مش ان الاعلان متاحكم في القنوات لان ده مش وحش على فكرة وده حناقشه في تدوينة خاصة
انا رأيي ان الاعلام مالوش فلسفة حقا وانه شخصاني في المنطقة العربية وده برضه نناقشه في تدوينة خاصة
تحياتي يا ي
وآسف على تأخري في الرد

eman said...

عمرى ما حسيت ان السى ان ان حيادية

ولازلت افضل ال بى بى سى

Malek said...

يا اهلا بالدكتورة ايمان التي تغيب كثيرا و تعود اخيرا محملة بالرسائل
يا ستي المقصود ليس الحيادية او الموضوعية فتلك خرافات انتهى زمانها او على رأيي من ايام حرب المعيز يا دكتورة خلصت
المشكلة في الاقناع الآتي عبر فكرة الاعلان في ذاتها
يعني التحيز موجود وادراكه مطلوب لكن كيف يتم جر الرجل لو استخدمنا التعبير المصري ؟؟
هذه هي المشكلة على رأي هاملت
خالص التحيات يا دكتورة

Ossama said...

الاخوة والاخوات من قراء المدونة
اعذروني لو ابتعدت قليلا عن الانترنت والتدوين
وذلك لوفاة والدي
لا اراكم الله مكروها في عزيز عليكم
والبقاء لله وحده

أبوفارس said...

البقاء لله يادكتور أسامه..
عظم الله أجرك وأعانك على ألام الفراق وأحزانه...
ولاأجد ماأقول لك ألا مايقوله أهل بلدتنا "من أنجبك لم يمت.." بارك الله فيك وفى ولديك أمتداد له ولك...تعازيى القلبيه أبايحى...خالد

Ossama said...

اخي الجميل دكتور خالد كانت كلماتك الصادقة سواء في المدونات او عبر الهاتف خير عون لي على تحمل المصاب
اشكرك كثيرا ايها الصديق العزيز
اسامة القفاش

u3m said...

دكتورنا الكبير
فى انتظار باقى السلسلة عن العلاقة بين الاعلام والاعلان .. متغيبش علينا كتير كده